دراسات إسلامية

 

عولمية اللغة العربية وتحدياتها وإنجازاتها

بقلم : الدكتور محمد أجمل القاسمي(*)

 

 

اللغة أساس وحدة الأمة، ومستودعُ حضارتها، ومرآة فكرها، فهي نشاط الفكر وصداه الذي يتردد في آفاق المجتمع ورحاب النفس، وهي القدر المشترك من الحياة والنفسية بين أبناء الأمة الواحدة، في إطارها يتم تفاعل الأفكار، وفي نظام رموزها يتم التعبير عن التنظيم الكامل لحياة الحضارات وأنماط أفكارها(1). واللغة ذات صلة وطيدة بالمجتمع الذي تمارس فيه أدوارها ووظائفها، تزدهر بازدهارها، وتتغير بتغيير مناخها وتتأثر بحياته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتؤثر في سلوك أبنائه وطرائق تفكيره.

     أما العولمة فنشاهد منافع كثيرة لها في هذه الأيام، وهذه الظاهرة التي تربط العالم اليوم وذهب الدارسون والباحثون في تفسيرها والحديث عن آثارها إلى أبعاد كثيرة(2)، ولا شك أن اللغة عنصر من عناصر الذات ومكون من مكونات الشخصية، ولكل أمة من الأمم لغة تتميّز بها بين الأمم الأخرى، وفي ظل العولمة الباسطة نفوذها اليوم على المجتمع الدولي كيف يمكن التوفيق بين الخصوصيات الروحية واللغوية والثقافية والحضارية وبين متطلبات العولمة(3).

     فالعولمة تسير نحو التأثير السلبي في الهوية والسيادة معاً، والهيمنة الثقافية هدف مقصود لظاهرة العولمة، وإن اللغة والثقافة لكل أمة هي التي تحدد ملامح هويتها وتراثها(4). وتعد اللغة من أهم الملامح التي تكون هوية الأمة وتميّزها عن غيرها، فاللغة هي العنصر لأي ثقافة أو حضارة، واللغة العربية اليوم تواجه تحدياً قوياً في عصر العولمة، فالعولمة كما نراها اليوم تسير نحو التأثير السلبي في الهوية والسيادة وتذويبها وطمس معالمها، وابتعد الناس عن اللغة العربية ليزدهر التغريب وتتحقق التبعية.

     ولكن اللغة العربية أمانة في عواتق الناطقين بها والحفاظ عليها مسؤولية مشتركة بين جميع فئات الأمة، وهي التراث والهوية التي تعتبر مصدرين تقومان بالامتياز عن الآخرين، ومبعث فخر ومصدر اعتزاز لأبنائها، فالحفاظ على ذلك ضرورة حياة، فالأمة العربية والإسلامية تملك ثقافة عربية إسلامية ورسالة حضارية خالدة وهي اليوم تواجه حرباً شرسة تستهدف لغتها وتاريخها وتراثها وهويتها، والتراث العربي الإسلامي ثروة إنسانية حضارية أغنت المعرفة الإنسانية عبر العصور(5).

     فالعالم العربي على وجه الخصوص وناطقو اللغة بوجه عام يشاهدون اليوم التحدي السافر للغة العربية في المجتمع بفعل العولمة الذي يمس الوضع السيادي للغة العربية، فيجب على هذين العنصرين على أن تأخذ اللغة العربية مكانها وقوتها والشعور بقدرتها على استيعاب المنجزات الحضارية، ولتكن نظرتهما إلى المستقبل في عصر العولمة أكثر ثقة، وأن تبقى اللغة العربية حيَّة ومنتجة وفاعلة وصامدة أمام قوى العولمة المختلفة وقادرة على استيعاب المنجزات الحضارية وفاعلة في المجتمع ومقبولة في المجالات المختلفة من صناعة وتجارة ووسائل إنتاج وصياغة المواد العلمية والإعلامية وغيرها(6).

     واللغة العربية تمتاز عن سائر اللغات بمكانة فريدة ومنزلة سامية، فهي لغة القرآن الكريم ولسان النبوة، ثم هي «بعد ذلك» لغة فكر إسلامي تضيء المعمورة بنوره، ولغة حضارة عربية تواردت على حياضها أمم كثيرة ناهلة من علومها سنين عديدة، ويوصف عصرنا العولمي بأنه عصر التطور العلمي، والإبداع التقني، والتكنولوجيا المعلومات المتقدمة والانفتاح بين الأمم والثقافات المختلفة(7). وكبرى الصعوبات التي تواجهها اللغة العربية في هذا العصر هي تباطؤ أبنائها في النهوض بها، كي تستطيع تمهيد الطريق أمامهم للمشاركة الفاعلة في مسيرة الحضارة العالمية(8)، وتتصل بهذه المشكلة بعض القضايا اللغوية التي مازالت مناط اهتمام العلماء والباحثين، وهي:

ازدواجية الفصحى والعامية

     الفكر العربي المعاصر يعاني من ظاهرة «ازدواجية اللغة» أي وجود لغتين: لغة فصيحة؛ وهي لغة الكتابة في معاهد التعليم والمدارس، والخطب والمحاضرات، وفي الكتب والصحف والمجلات. ولغة عامية؛ وهي لغة التخاطب التي يتعامل بها الناس في حياتهم اليومية، وظهرت في العصر الحديث دعوة تدعو إلى العامية، وترى فيها اللغة المسيرة لتثقيف الناس عامة، والمفتاح السحري لتقدم الأمة العربية في المجال العلمي(9)، وهي دعوة هدامة خطيرة يترتب عليها أضرار دينية وقومية واجتماعية، منها:

     * هجر لغة القرآن ولغة إعجازه.

     *  تمزيق الوحدة اللغوية والوجدانية بين أفراد الأمة العربية.

     * الانقطاع عن تراث الحضارة العربية والإسلامية.

     * القطيعة بين أبناء مجتمعات القطر العربي الواحد.

     ويرى بعض الباحثين أن ازدواجية اللغة ظاهرة طبيعية في اللغة العربية، وغيرها من اللغات الإنسانية، ويدعون إلى تقصير المسافة بين الفصيحة والعامية، بأن تسمو العامية إلى مستوى الفصيحة، ويرون أن تحقيق هذه الدعوة يسير، لأن العامية انبثقت من الفصيحة، ولكنه يتطلب تطوير حركة التعليم وزيادة الوعي اللغوي فكلما ازدهر التعليم وزاد الوعي اللغوي سُمَّت العامية، واقتربت من الفصيحة، وانقادت لها(10).

التعريب

تعريب التعليم الجامعي

     لعل أبرز قضية تواجهها اللغة العربية في عصر العولمة ما اصطلح على تسميته تعريب التعليم الجامعي، أي اعتماد اللغة العربية لغة رئيسية في تعليم التخصصات الإنسانية والعلمية والتطبيقية. وقد حظيت هذه القضية في العقود القليلة الماضية باهتمام متزايد على الصعيد الرسمي، فخصص لمناقشتها مؤتمرات وندوات عديدة، شارك فيها أعداد جمّة من أعضاء مجامع اللغة العربية، وأساتذة الجامعات في الوطن العربي وخارجه، وقد أجمع المشاركون على أن تعريب الجامعي مقصود قومي وحضاري، لأن اللغة العربية تمتاز بخصائص تؤهلها لتعريب العلوم الحديثة وتعريب مصطلحاتها وقد خاضت العربية تجربة التعريب في عصورها المزدهرة وأظهرت مهارة فائقة في تعريب علوم الحضارات القديمة كاليونانية والفارسية والهندية وفي الفلسفة والمنطق والحساب والطب(11).

     إن تعريب التعليم الجامعي في عصر العولمة مهمة قومية عاجلة؛ لسببين بارزين: الأول: لأنها تثبت الهوية العربية، الثاني: وترسخ الوجدان الثقافي، وتدعم مسيرة الفكر وتغذيتها من خلال التواصل والعطاء المتبادل بين أبناء الوطن العربي.

     فلمَاذا لا تتيح الجامعات العربية فرصة التجريب؟ ولمَ يخشى أبناء اللغة العربية وأصحابها تجربة التعريب؟ فاللغة العربية التي وسعت كتاب الله لن تضيق عن استيعاب العلوم المعاصرة ومواكبة التقدم العلمي(12).

تعريب المصطلحات العلمية

     تمكنت اللغة العربية «مما توافر لديها من مرونة وطواعية» أن تساعد اللغويين والباحثين على تعريب المصطلحات العلمية؛ إذ قام الخبراء بالتعريب في هذا المجال الآلاف من المصطلحات، ووضعوا لتعريبها قواعد تُسعف الدراسيين وتسهل مهامهم في المستقبل(13). وكان لمجامع اللغة العربية في الوطن العربي جهود متميزة في تأليف معاجم متخصصة بالمصطلحات العلمية في العلوم الطبية والهندسية والتطبيقية، وعلوم البيئة والمحيط الجوي والاتصالات، وغيرها من العلوم، مما يدل دلالة واضحة على رغبة هذه المؤسسات اللغوية في اللحاق بركب الحضارة العالمين، وتصميمها على مسايرة التطور العلمي في عصرنا الحاضر وما يقال في هذا العصر المعاصر العولمة(14).

     ولا ينكر باحث فضل أعضاء مجامع اللغة العربية في التعريب، إلا أنهم تباينوا في صياغة مصطلح واحد للمفهوم العلمي، نتيجة اختلاف البيئات الثقافية التي يعملون فيها، واستشعر بعضهم خطورة هذا التباين على مستقبل تعريب التعليم الجامعي في الوطن العربي، فشرعوا يدعون إلى توحيد المصطلحات العلمية، وإلى التنسيق بين جهود مجامع اللغة العربية، وذلك بتفعيل الدور الذي يقوم به مكتب تنسيق التعريب في بعض البلاد العربية، واقترح آخرون تأسيس (بنك) مركزي للمصطلحات العلمية، على غرار ما هو معمول به في العالم المتحضر. ومهمة هذا البنك خزن المصطلحات مصحوبة بتعريف دقيق لها، مما يتيح الفرصة أمام الباحثين والمترجمين والمحاضرين في الجامعات للاطلاع عليها والإفادة منها(15).

الترجمة والتأليف

     اللغة العربية كالشجرة الطيبة تحتاج إلى سقاية ورعاية؛ كي تنمو وتؤتي أُكلاً يانعاً، وسقاية اللغة تكون بالترجمة والتأليف ونشر الكتب وكتابة المقالات وتقديم الأوراق في الدورات التدريبية والحلقات الدراسية والمؤتمرات والندوات ذات الصلة، واللغة العربية لغة دولية ذات قيمة حضارية، إلا أنها تواجه أزمة ثقافية، تبدو واضحة في افتقار المكتبة العربية إلى الكتب العلمية الحديثة المؤلفة بها، أو المترجمة إليها، وفي ترجمة النتاج العربي إلى اللغات الأجنبية(16)، كي يطلع أبناء هذه اللغات على إنجازات العربي في المجالات العديدة لحضارتهم وثقافتهم.

     ولا شك أن النجاح في تنشيط حركة الترجمة إلى العربية، سيؤثر إيجابياً في مسيرة اللغة العربية(17)؛ لأن الترجمة تزيدها غنى وثراءً، فتتسع آفاقها بما يضاف إلى مذخور تراثها من علوم ومصادر جديدة، وتصبح أقدر على تأدية رسالتها، والوفاء بمتطلبات العصر الحديث الذي يتسم بالانفتاح المعرفي والفكري، وحرصاً على حاضر اللغة العربية ومستقبلها أنشأت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) المركز العربي للتأليف والترجمة والنشر في «تونس»، ليقوم بمتابعة كل ماهو يحدث في عالم المعرفة والعلوم الإنسانية في أرجاء العالم، وتنشيط حركة الترجمة، لتحقيق التواصل بين الأمة العربية وسائر الأمم التي تتنافس في صعود معارج الرقي والتقدم(18).

     والأخذ بعين الاعتبار، أنه يتزايد اهتمام بعض الدول الآسيوية كـ«اليابان» و«الصين» و«كوريا» و«إندونيسيا»، والأوروبية. مثل فرنسا وإسبانيا وروسيا وإيطاليا وبرتغالية وغيرها من البلدان بنشر لغاتها وثقافاتها الوطنية في أرجاء العالم، وترصد ميزانيات ضخمة لتمويل المراكز والمؤسسات التي تنهض بهذه المهمة، وتخطط برامج ذات مستويات متدرجة لتعليم لغاتها لغير الناطقين بها مع العلم وبالأسف أن البلاد العربية لن تعتني بها، وطبعاً ليس حكوماتها والدوائر الرسمية العربية مباشرة، فأما السفارات والقنصليات، والمفوضيات السامية لها أو البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الدول المختصة يمكن لها أن تلعب دوراً فعالاً بتقديم مساعداتها العلمية بتزويد الكتب والمجلات والمواد الدراسية الأخرى وتعاونها المالي عن طريق الاشتراك والمساهمة في الندوات والمؤتمرات والمنتديات وكذلك بتمويل المعاهد والمؤسسات بهدف ترويج لغتها وثقافتها في الدول الأجنبية، الهند مثلاً فهي لا تهتم بترويج لغتها ولا ترغب في نشر ثقافتها، وذلك بالنسبة للتجربة الهندية حيث أكثر الجامعات كانت تشغّل برعاية الحكومة المركزية أوتديرها الولايات المحلية الهندية تقوم بتعليم اللغة العربية وآدابها وثقافتها.

     وقد سبق للغة العربية أن نهجت في فترات ازدهارها هذا المنهج، فقد أقبل عليها أبناء الأمم الأخرى من كل حدب وصوب يتدارسونها، ويؤلفون بها، وحظي هذا المنهج حديثاً باهتمام من الجهات المعنية في العالمين العربي والإسلامي، وأشرقت عليه بشكل رسمي كل من المنظمتين العربية والإسلامية للتربية والثقافة والعلوم(19). وعلى الرغم من أهمية الجهود التي قامت به هاتان المنظمتان، فإن ثمة مشكلات مازالت تعترض سبيلهما، منها: ندرة التنسيق مع الجهات المعنية في البلدان العربية، ونقص البرامج والمواد التعليمية التي تهتم بهذا المجال في الجامعات العربية، وقلة عدد المختصين فيه، إضافة إلى أن هذه الجهود تندرج على الأغلب في إطار المبادر القطرية، إذ لم يخطط لها على المستوى القومي الشامل كما تقوم بإجرائه الدول المتقدمة.

     إن الرؤية المستقبلية لتطبيق تعليم العربية لغير الناطقين بها، يتطلب من الجهات العربية المعنية أن تصمم برنامجاً قومياً شاملاً، يحقق أهدافاً واضحة، ويعتمد تخطيطاً منهجياً سليماً، يُراعى فيه مستويات المتعلمين وبيئات الفئات المستهدفة.

اللغة العربية والإعلام

     مازال الإعلام واحداً من العوامل المهمة التي تركز عليها الأمم في إظهار الوجه المشرق لتراثها، وإبراز إنجازاتها وما ينتظرها من مستقبل واعد. وللإعلام في العصر الحديث وزارات وخبراء ومستشارون، وكليات جامعية متخصصة تعلمه، ومؤسسات إعلامية تحضنه(20).

     وللغة أهمية عظيمة في نجاح الإعلام، وتوصيل رسالته، وتحقيق أهدافه، وأهم السمات التي تتصف بها اللغة الإعلامية الواقعية، والموضوعية، والبساطة، والإيجاز، والمرونة، والنفاذ المباشر، والقدرة على الإمتاع. وجميع هذه السمات متوافرة في اللغة العربية(21). بل تمتاز عن غيرها من اللغات بقدرة أفعالها وسائر ألفاظها على التعبير عن مدلولات الزمن. وتخصيص مصطلح لكل وقت أو فترة زمنية من فترات النهار والليل، مثل: الفجر، والشروق، والضحى، والغُدوة، والقيلولة، والعصر، والأصيل، والمغرب، والعشاء، والهزيع الأول، والهزيع الثاني، والسحر، ولا شك أن هذا التفصيل الدقيق لمدلولات الزمن من أهم سمات اللغة الإعلامية(22).

     وإسهامات الإعلام العربي في تنمية اللغة العربية، وإيجاد لغة إعلامية تشكل قاسماً مشتركاً للآداب والفنون والعلوم، ومناشط الحياة الأخرى، وفي تقصير المسافة بين الفصيحة والعامية، والرؤية المستقبلية للغة الإعلامية أن تزود بمعجم معاصر، يشمل جميع ثروتها اللغوية، وكل ما استوعبته الموسوعات اللغوية الحديثة من مفاهيم، وكل ما تضمنته الكتب العلمية من دلالات اصطلاحية التعبير الإعلامي(23).

اللغة العربية والتكنولوجيا المعاصرة

     شهد النصف الثاني من القرن العشرين ثورة تقنية المعلومات، أحدثت تطوراً سريعاً في معظم مجالات الحياة(24)، وكان للاتصال اللغوي نصيب وافر في الإفادة منها، وخاصة آلة الحاسوب، وحين وفدت هذه الآلة إلى الوطن العربي، فكر الخبراء في علم الحاسوب، والغيورون على اللغة العربية في ترويضها وتطويعها لتصبح لغة رسمية في استعمالها، فأقدموا على وضع خطة علمية تهدف إلى توحيد المصطلحات العربية التقنية، وتوحيد استعمال النظم الحاسوبية، ثم إدخال اللغة العربية في آلة الحاسوب. ومن بشائر نجاح خطتهم تأسيس مراكز لغوية في مجامع اللغة العربية، وفي كثير من مؤسسات التعليم العالي في الدول العربية، وخاصة تلك التي تعتمد في دراساتها اللغوية و الأدبية والثقافية على برامج حاسوبية من تصميمها(25).

     وينبغي أن تستمر جهود المفكرين والخبراء والتقنيين، وأن تتكامل مع خطط التنمية التي تصوغها مؤسسات التخطيط القطرية والقومية، كي يتسنى لهذه الجهود أن تتحقق أهدافها في النهوض الحضاري وفي تحرير التقنية العربية من التبعية للآخر.

الخاتمة

     إن اللغة العربية هي الأساس الروحي والفكري الذي تُشاد عليه نهضة الأمة العربية ووحدتها، وهي لغة حية قوية ذات قدرة فائقة على استيعاب ما يجد من معطيات الحضارة الحديثة وإنجازاتها.

     وإن اللغة العربية لا تتحمل مسؤولية تباطؤ الأمة العربية في اللحاق بركب التطور العلمي المعاصر، بل أبناء الأمة والناطقون بها هم المسؤولون عن ذلك.

     ومعالجة القضايا التي تعوق مسيرة اللغة تقع على عاتق الأمة العربية، لذا يجب على العاملين المخلصين من أصحابها أن ينهجوا سياسة لغوية واضحة الهدف، تسهم في تنفيذها المؤسسات اللغوية والتعليمية والإعلامية، وفق تخطيط علمي شامل، وبرمجة دقيقة لتنظيم جهود هذه المؤسسات على المستويين القطري والقومي. ولضمان نجاح هذه الجهود يجب على الجهات الرسمية والمؤسسات الأهلية في الوطن العربي أن تتخذ القرارت السياسية الجريئة، كي تنطلق الدراسات اللغوية من دائرة التنظير والمماحكة، إلى حيز التطبيق والممارسة.

     فاللغة تقوى بقوة أهلها ومجتمعها ويجب أن تكون لها السيادة في جميع المواقع من خلال نشر الوعي بأهمية اللغة وتفعيل دورها(26).

*  *  *

الهوامش

(1)        عبد العزيز محمد حسن: «في تطور اللغة العربية: بحوث مجمعية في الأصول والألفاظ والأساليب»، مكبتة الآداب، الكويت 2007، ص 48.1 .

(2)        أبو العلا، محمد حسين، «ديكتاتورية العولمة»، الموقع الإلكتروني، كتب عربية دوت كوم، 2005، ص 37.

(3)        حسن، عبد الحميد، «الألفاظ اللغوية وخصائصها وأنواعها»، ط. معهد البحوث والدراسات العربية، قسم البحوث والدراسات الأدبية واللغوية، بيروت، 1971، ص 37.

(4)        نهر، هادي: «اللغة العربية وتحديات العولمة»، ط. عالم الكتب الحديث، القاهرة، 2010، ص 24.

(5)        تركي، صقر: «الإعلام العربي وتحديات العولمة»، ط. منشورات وزارة الثقافة المصرية 1998، ص 9.

(6)        السحمراني، أسعد: «ويلات العولمة على الدين واللغة والثقافة»، دارالنفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت 2002، ص 81.

(7)        جكلي، زينب بيره: «أثر العولمة على اللغة العربية»، مقالة منشورة  في الموقع الإلكتروني رابطة أدباء الشام.

(8)        الضبيب، أحمد بن محمد: «اللغة العربية في عصر العولمة»، مكبتة العبيكان، 2008، ص 258 .

(9)        إيمان وريمان وعلي درويش: «بين العامية والفصحى مسألة الازدواجية في اللغة العربية في زمن العولمة والإعلام الفضائي»، ط. شركة رايتسكوب المحدودة، ملبورن، أستراليا 2008، ص 55.

(10)     الحقيل، عبد الله بن حمد: «اللغة العربية عملية النهوض بها»، مقالة نشرتها جريدة الجزيرة السعودية في عددها الصادر 14695 في ديسمبر 2012.

(11)     الودغيري، عبد العلي: مقالة له بعنوان «وضع اللغة العربية في عصر العولمة وتحدياتها»، نشرها مجمع اللغة العربية الأردني 2011، ص 9

(12)     الذوادي، محمود: «الثقافة واللغة في عصر العولمة»، أعمال الندوة عقدتها جامعة 25 أغسطس 2011.

(13)     الضبيب، أحمد بن محمد: مقالة له بعنوان «اللغة العربية في عصر العولمة»، نشرتها جريدة الجزيرة السعودية في عددها الصادر 10279 في 19 سبتمبر 2000.

(14)     جباري، عبد الحفيظ: «تعريب المصطلحات العلمية: الأسماء كثيرة والمقصود واحد»، مقالة منشورة في الموقع الإلكتروني بالفكر العربي.

(15)     شاكر، أحمد جميل: «دراسات جادة حول مستقبل التعليم العالي في الأردن»، مقالة نشرتها جريدة الدستور الأردنية في عددها الصادر 4 شباط 2013.

(16)     الصرايرة، محمد: «اللغة العربية والترجمة الآلية»، ط. قسم اللغة العربية، جامعة اليرموك، 2001.

(17)     بسام بركة: مقال له نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان «الترجمة إلى العربية: دورها في تعزيز الثقافة وبناء الهوية»، أكتوبر 2012، ص. 11.

(18)     نشرة إخبارية صادرة عن منظمة الألسكو القائمة بتونس في عددها الصادر في شهر سبتمبر 2011، ص. 6.

(19)     الفوزان، محمد بن إبراهيم: «اللغة العربية والعولمة»، معهد اللغة العربية-جامعة الملك سعود، الرياض، 2005.

(20)     قميحه، جابر، هاشم، عبد الرحمن: «أثر وسائل الإعلام في اللغة العربية»، مقالة منشورة في موقع إلكترني «رابطة أدباء الشام» في 2012.

(21)     عواطف، عبد الرحمن: «الإعلام العربي وقضايا العولمة»، ط. دار الجيل، بيروت 2005، ص. 90.

(22)     الردادي، عائض: «لغة الإعلام في اليوم العالمي للغة العربية»، مقالة نشرتها جريدة المدينة تصدر عن مؤسسة المدينة بالمملكة  السعودية العربية في 23/12/2013.

(23)     رشاد، محمد سالم: «اللغة العربية والإعلام»، ط. دار المنار للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة 2003، ص 44.

(24)     ابن عمر، محمد صالح: «العربية وثورة المناهج الحديثة»، ط. دار الرياح الأربع، بيروت 1986، ص 4.

(25)     حناش، محمد: «استخدام اللغة العربية في تقنية المعلومات»، ط. مجلة التواصل اللساني، الكويت، 1993، ص 6.

(26)     الحقيل، عبد الله بن حمد: «أهمية الحفاظ على اللغة  العربية في عصر العولمة»، مقالة نشرته جريدة الجزيرة القطرية، العدد رقم 14666، نوفمبر 2012 .

*  *  *

المراجع

1-        عبد العزيز محمد حسن: «في تطور اللغة العربية: بحوث مجمعية في الأصول والألفاظ والأساليب»، مكبتة الآداب، الكويت 2007.

2-        أبو العلا، محمد حسين، «ديكتاتورية العولمة»، الموقع الإلكتروني، كتب عربية دوت كوم، 2005.

3-        حسن، عبد الحميد، «الألفاظ اللغوية وخصائصها وأنواعها»، ط. معهد البحوث والدراسات العربية، قسم البحوث والدراسات الأدبية واللغوية، بيروت، 1971.

4-        نهر، هادي: «اللغة العربية وتحديات العولمة»، ط. عالم الكتب الحديث، القاهرة، 2010.

5-        تركي، صقر: «الإعلام العربي وتحديات العولمة»، ط. منشورات وزارة الثقافة المصرية 1998.

6-        السحمراني، أسعد: «ويلات العولمة على الدين واللغة والثقافة»، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت 2002.

7-        جكلي، زينب بيره: «أثر العولمة على اللغة العربية»، مقالة منشورة في الموقع الالكتروني رابطة أدباء الشام.

8-        الضبيب، أحمد بن محمد: «اللغة العربية في عصر العولمة»، مكبتة العبيكان، 2008.

9-        إيمان وريمان وعلي درويش: «بين العامية والفصحى مسألة الازدواجية في اللغة العربية في زمن العولمة والإعلام الفضائي»، ط. شركة رايتسكوب المحدودة، ملبورن، استراليا 2008.

10-      الحقيل، عبد الله بن حمد: «اللغة العربية عملية النهوض بها»، مقالة نشرتها جريدة الجزيرة السعودية في عددها الصادر 14695 في ديسيمبر 2012.

11-      الودغيري، عبد العلي: مقالة له بعنوان «وضع اللغة العربية في عصر العولمة وتحدياتها»، نشرها مجمع اللغة العربية الأردني 2011.

12-      الذوادي، محمود: «الثقافة واللغة في عصر العولمة»، أعمال الندوة عقدتها جامعة 25 أغسطس 2011.

13-      الضبيب، أحمد بن محمد: مقالة له بعنوان «اللغة العربية في عصر العولمة»، نشرتها جريدة الجزيرة السعودية في عددها الصادر 10279 في 19 سبتمبر 2000.

14-      جباري، عبد الحفيظ: «تعريب المصطلحات العلمية: الأسماء كثيرة والمقصود واحد»، مقالة منشورة في الموقع الإلكتروني بالفكر العربي.

15-      شاكر، أحمد جميل: «دراسات جادة حول مستقبل التعليم العالي في الأردن»، مقالة نشرتها جريدة الدستور الأردنية في عددها الصادر 4 شباط 2013.

16-      الصرايره، محمد: «اللغة العربية والترجمة الآلية»، ط. قسم اللغة العربية، جامعة يرموك، 2001.

17-      بسام بركة: مقال له نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان «الترجمة إلى العربية: دورها في تعزيز الثقافة وبناء الهوية»، أكتوبر 2012.

18-      نشرة إخبارية صادرة عن منظمة الألسكو القائمة بتونس في عددها الصادر في شهر سبتمبر 2011.

19-      الفوزان، محمد بن إبراهيم: «اللغة العربية والعولمة»، معهد اللغة العربية-جامعة الملك سعود، الرياض، 2005.

20-      قميحه، جابر، هاشم، عبد الرحمن: «أثر وسائل الإعلام في اللغة العربية»، مقالة منشورة في موقع الكتروني «رابطة أدباء الشام» في 2012.

21-      عواطف، عبد الرحمن: «الإعلام العربي وقضايا العولمة»، ط. دار الجيل، بيروت 2005.

22-      الردادي، عائض: «لغة الإعلام في اليوم العالمي للغة العربية»، مقالة نشرتها جريدة المدينة تصدر عن مؤسسة المدينة بالمملكة  السعودية العربية في 23/12/2013.

23-      رشاد، محمد سالم: «اللغة العربية والإعلام»، ط. دار المنار للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة 2003.

24-      ابن عمر، محمد صالح: «العربية وثورة المناهج الحديثة»، ط. دار الرياح الأربع، بيروت 1986.

25-      حناش، محمد: «استخدام اللغة العربية في تقنية المعلومات»، ط. مجلة التواصل اللساني، الكويت، 1993.

26-      الحقيل، عبد الله بن حمد: «أهمية الحفاظ على اللغة  العربية في عصر العولمة»، مقالة نشرته جريدة الجزيرة القطرية، العدد رقم 14666، نوفمبر 2012.

*  *  *

*  *



(*)          أستاذ محاضر بمركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو نيو دلهي.

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، شعبان 1435 هـ = يونيو 2014م ، العدد : 8 ، السنة : 38